مقدمة :-
هناك عادات يومية بسيطة يتجاهلها الكثيرون ولكن بمواظبتك عليها يمكنك أن تصنع فارقاً ملموساً في حياتك.
وهذه ليست مجرد عبارات تحفيزية أو مجرد شعارات للتنمية البشرية وإنما تحمل لك تلك العادات فوائد مثبتة علميا ومدعومة بدراسات ومراجع موثقة.
في هذا المقال سأذكر لكم 11 عادة ستغير حياتك أرجو الانتباه إليها إلا أن آخر عادة سأذكرها هي الأفضل على الإطلاق لذلك ودون المماطلة في المقدمة نبدأ بالكتابة.
أولاً: اضبط ساعة جسدك البيولوجية:-
يجد البعض الكثير من المعاناة بسبب اضطراب النوم فنجد من يضبط الكثير من المنبهات للاستيقاظ في وقت محدد في الصباح الباكر وهنا تجدر الإشارة إلى أن الساعة المثالية للنوم تختلف من مرحلة عمرية لأخرى وتتراوح من 7 الى 9 ساعات وذلك في الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 18 سنة و64 سنة.
وذلك وفقاً لمؤسسة النوم الوطنية الأمريكية ولذلك يفضل النوم والاستيقاظ في موعد محدد كل يوم وذلك لعمل روتين ثابت لنومك لضبط الساعة الداخلية للجسد أو ما يعرف بالساعة البيولوجية وفي هذا الصدد نشر بعض الأطباء تقريراً علميًا متخصصاً بكلية الطب جامعة هارفارد يفيد بأن هذه الطريقة أي النوم والاستيقاظ في أوقات محددة ثابتة كل يوم يمكنها أن تحد من الحاجة إلى استخدام المنبه فينام جسدك ويستيقظ بشكل طبيعي في الوقت المحدد دون الحاجة لمنبه.
ثانياً: استيقظ فجراً لتحصل على يومين في يومٍ واحد:-
بعد معرفة عدد الساعات المثالية للنوم وكيفية ضبط الساعة البيولوجية لجسدك تبرز الحاجة لمعرفة الوقت المفضل للنوم والاستيقاظ وهنا ينصح بالنوم مبكراً والاستيقاظ فجراً مما يسمح لمساحة وقت صافية أكبر خلال اليوم.
وربما تشعر من خلال هذا أن اليوم تحول إلى يومين، اليوم الأول من الفجر حتي الظهيرة واليوم الثاني من بعد الظهيرة حتى العشاء وقد يفصل بينهما قيلولة تجدد بها نشاطك. ولكي يكون الاستيقاظ فجراً جزءاً من أسلوب حياتك اليومي ينصح بالمواظبة عليها لمدة 21 يوماً متوالياً حتى تصبح عادة لديك، وينصح بذلك الدكتور الأمريكي ماكسول مالتر الذي يرى أن 21 يوما من المواظبة على أنشطة معينة تحولها إلى عادات يومية وقد عمل الكاتب الصحفي فيلبي كاسترو بنصيحة مالتر بالمواظبة على الاستيقاظ في الرابعة والنصف صباحا لمدة 21 يوما فيقول كاسترو أن تلك التجربة أثرت بالايجاب على حياته وجعلته يزيد من انتاجه ويحقق أكبر استفادة من يومه.
ثالثاً: أحصل على قيلولة فتحسن من ذاكرتك:-
اذا بدأت باتباع العادات السابقة فقد تجد صعوبة في الاستمرار طوال اليوم مستيقظا من بعد الفجر حتي العشاء ولذلك قد يحتاج جسدك لبعض الراحة التي من شأنها تجديد نشاط الجسم وزيادة انتاجيته ويتعامل البعض مع السهر وقلة النوم على أنها علامة جدٍ واجتهاد ولكن في الواقع يمكن أن تسبب قلة النوم ارهاقاً مع فاعلية أقل ولذلك ينصح بأخذ قيلولة يمكنها اراحة ذهنك وجسدك ومساعدتك.
فمثلا في جوانب التركيز والتذكر ، وفي هذا الصدد تفيد الدراسة أن الذاكرة قصيرة المدى لديها سعة قليلة لتخزين المعلومات تجدد كل يوم بعد النوم أو القيلولة ومن خلال دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا فقد أتى الباحثون ب 39 شابا انقسموا إلى مجموعتين، المجموعة الأولى أخذت قيلولة مدتها 90 دقيقة بعد التعلم في الساعة الثانية عصراً ، أما المجموعة الثانية فقد ظلت مستيقظة، بحلول الساعة السادسة مساءً أجرى الباحثون تدريبات واختبارات لكلتا المجموعتين على ما تعلموه قبل الثانية عصراً وتبين من خلال نتائج الاختبارات أن المجموعة التي ظلت مستيقظة كانت أسوء في التعلم في الوقت الذي ظهر فيه أن المجموعة التي أخذت قيلولة كانت أقوى في التعلم والتذكر بنسبة تصل إلى 40٪.
رابعاً: ضع حداً زمنياً لإنهاء المهام Dead line:-
تعد فكرة المماطلة كابوسا يؤثر سلباً على إنتاجية الكتيرين الذين قد يدخلون في دائرة مفرغة من تأجيل لآخر ولذلك عند البدء في مهام معينة لابد من وضع حد زمني لإنهاء كل مهمة ويجب أن يكون الحد الزمني الذي وضعته لإنهاء المهام ذا مصداقية وتسعى فعليا للالتزام به لأن تكرار تجاوز الحد الزمني مرة تلو الأخرى قد يجرك إلى دوامة من اهدار الوقت، وتؤكد أهمية وضع حد زمني لإنهاء العمل وانعكاسها ايجابا على زيادة الانتاجية والتخلص من المماطلة، دراسة علمية أجراها دان أريلي بروفيسورا في علم النفس في جامعة جيوك الأمريكية، إذ كشفت الدراسة أن طلاب الجامعة الذين وضعوا لأنفسهم حداً زمنياً صارماً لإنهاء التكاليف أو ما يعرف ب Dead line أدوا بشكل أفضل بكثير وأكثر اتساقاً من زملائهم الذين لم يضعوا حداً زمنياً لإنهاء تكاليفهم كما أن وضعك لحد أقصى لإنهاء العمل يساعدك على تنظيم الوقت والفصل بين وقت العمل ووقت الراحة.
ويمكنك زيارة موقعنا الالكتروني وطن الكتب وشراء أجندة 2022 لتنظيم وقتك وأهدافك وجدول أعمالك مع بداية العام الجديد 2022
خامساً: اكتب اهدافك لتحقيقها:-
اذا قررت وضع هدفا معين فلا تكتفي بتركه يسبح في ذهنك وإنما يفضل كتابة هدفك على ورقة، ففي هذا الصدد أكدت دراسة ضرورة وضع الأهداف وكتابتها للنجاح في تحقيقها.
وجرت الدراسة على عدد من الحاصلين على ماجستير في ادارة الأعمال NPA من جامعة هارفرد، ففي عام 1979 وجه للأشخاص الذين أجرى عليهم البحث سؤالا بسيطا مفاده:
“هل وضعت أهدافاً واضحةً ومكتوبة لمستقبلك ووضعت خططاً لتحقيقها؟”
ذكر 84٪ من الخاضعين للبحث أنهم ليست لديهم أهداف على الإطلاق في حين ذكر 13٪ منهم لديهم أهداف ولكنها غير مكتوبة وقد قال 3٪ الباقين فقط منهم أن لديهم أهدافاً وخططاً مكتوبة لتحقيقها وبعد 10 سنوات أي عام 1989 سأل الباحثون اولئك الأشخاص مرة أخرى عما يتقاضونه في أعمالهم وكانت النتائج مذهلة.
اذ كشفت الدراسة أن الذين خضعوا للبحث وكانت لديهم أهداف ولكنها غير مكتوبة والذين كانت تبلغ نسبتهم 13٪ يتقاضون في المتوسط ضعف ما يتقاضاه الذين خضعوا للبحث ولم تكن لهم أية أهداف على الإطلاق أي الذين بلغت نسبتهم 84٪ أما الذين كانت لديهم أهداف وخطط مكتوبة لتحقيقها والذين بلغت نسبتهم 3٪فقط، فقد بلغ متوسط ما يتقاضونه 10 اضعاف ما يتقاضاه البقية البالغة نسبتهم 97٪.
سادساً: لا تتشتت بمواقع التواصل الاجتماعي أثناء العمل:-
من المؤكد أنك تتذكر تلك المرات العديدة التي دخلت فيها إلى موقع فيسبوك مثلا لتستفقد شيئاً محدداً لكنك لم تخرج إلا بعد فترة أطول بكثير مما توقعته.
فقد وجدت نفسك فجأة تتنقل من فيديو إلى آخر ومن منشور إلى آخر لأن أحدهم كان يراسلك وأنت ترد عليه والآخر يتزامن عيد ميلاده اليوم فلم تفوت الفرصة لتهنئته أو وجدت منشوراً لافتاً لم تستطع تفويته حتى سرق منك الفيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من وقت العمل، هكذا هي طبيعة مواقع التواصل الاجتماعي فهي سارقةٌ للوقت ولذلك ينصح عند بدء العمل في مهام معينة، غلق مواقع التواصل الاجتماعي لتفادي آثارها السلبية في تشتيت الذهن.
ويدعم ذلك دراسة علمية تعود لنهاية عام 2017، كشفت هذه الدراسة أن اشعارات الهاتف الذكي وتنبيهاته التي تقاطعك يمكنها أن تؤثر على كيمياء الدماغ و يؤدي إلى ما يسمى بتكلفة تحول الانتباه.
بإدرات أكثر وضوحاً، عندما يأتي مشتت كإشعارات الهاتف الذكي فإننا نحول انتباهنا من المهمة التي نقوم بتنفيذها ونتشتت بالإشعار وبعد ذلك نعود مرةً أخرى للمهمة التي كنا ننفذها وهو أمر مكلف لقوة الدماغ وانتباهه وكذلك مهدر للوقت الذي نستغرقه في عملية التحول تلك.
وفي هذا الصدد قال سكوتبيا الطبيب النفسي في مؤسسة كلييف لاند كلينك الطبية الأمريكية، نحن نعتقد أن الإشعارات تشتت كفاءة الذهن وتعيقه بنسبة تصل إلى 40٪.
سابعاً: اشرب الماء لتكبح شهيتك:-
أصبحت محاولات انقاص الوزن للشكل المثالي للجسم هدف يشغل الكثيرين لذلك إذ كنت تريد أن تملأ معدتك دون اضافة سعرات حرارية فيمكن أن تكون المياه حلا مناسبا لك فهي عنصر يستطيع ملأ المعدة وتقليص مساحة الطعام فيها مما يساعدك على شعورك بالامتلاء والشبع وتقليص الشهية، وقد أفادت دراسات علمية بأن شرب الماء يساعد على تقليل الجوع الذي نشعر به قبل الوجبات ويزيد الشعور بالامتلاء بعد تناول الوجبة مما يساعدك على تقليص الوزن، وبشكل رقمي أكثر تفصيلاً بحثت دراسات علمية أخرى عن علاقة المياه بالوجبات والشعور بالشبع.
وجد الباحثون أن نصف لتر من الماء كاف لتمديد المعدة بما يكفي لإرسال اشارات الامتلاء للدماغ وكشفت الدراسة نفسها أن الأشخاص الذين شربوا كوبين من المياه قبيل وجبة الطعام أكلوا بنسبة 22٪ أقل من أولئك الذين لم يشربوا أيه مياه قبل تناول الوجبة.
ثامناً: تناول اللبان لتقليص التوتر:-
يساعد تناول اللبان أو العلكة على تقليل الضغط والتوتر، إذ كشفت دراسة علمية تعود لعام 2009، أن تناول اللبان يقلص الكورتيزون مما يساعد على تقليل الضغط والتوتر ويخفف من حالة المزاجية السلبية ويساعد على ضخ الدم بشكل نشط ويحسن تناول اللبان أيضا من الأداء الأكاديمي للطلاب بحسب دراسة أجراها كريك جانستون الحاصل على الدكتوراة في كلية دايلور الأمريكية للطب، تعود هذه الدراسة لعام 2009 تؤكد أن تناول اللبان أثناء المحاضرة وعمل الواجب الدراسي يقلل الضغط والقلق ويزيد التركيز ويقظة الذهن مما يحسن الأداء الأكاديمي لدى الطلاب، وأجرى جانستون دراسته على 108 من الطلاب، 52 من البنات و56 من الذكور وقسم الطلاب إلى مجموعتين : مجموعة كانت لا تتناول اللبان أثناء الدراسة وأخرى تتناول اللبان بنسبة 86٪ أثناء محاضرة الرياضيات وبنسبة 36٪ أثناء أداء الواجب الدراسي استمرت هذه، التجربة لمدة 14 أسبوعا وأظهرت أن المجموعة التي كانت تتناول اللبان قد حصلت على درجات أعلى في الاختبارات.
تاسعاً: الاجتماعات المتحركة تزيد الإبداع:-
عرف كل من ستيف جوبز مؤسس شركة أبل ومارك زوكربيرك مؤسس شركة فيسبوك بعقد بعض الاجتماعات أثناء المشي للوصول لبعض الأفكار الإبداعية وهو أمر له أساس علمي، إذ أجرت جامعة ستاندفورد الأمريكية دراسة تعود لعام 2014 تقارن بين دور الجلوس في مقابل المشي في تحسين الإبداع، جرت الدراسة على 176 طالبا تعرضوا لإختبارات قياس التفكير الابداعي وقياس مستوى الابداع أثناء المشي في مقابل الجلوس.
وقد كشفت الدراسة أن المخرج الابداعي للمشي كان أفضل في المتوسط بنسبة 60٪ مقارنة بالجلوس.
عاشراً: حصة رياضة يوميا تصنع الفرق:-
ابتعد قليلاً عن الأريكة التي تجلس عليها وتحرك ومارس الرياضة فإنها ليست فقط تساعد على زيادة التركيز والابداع وإنما تحمل أيضاً العديد من الفوائد الجسدية والذهنية والصحية لا ينكرها أي أحد.
يمكن لحصة رياضة بسيطة يومياً أن تصنع الفارق إذ تفيد دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية بأن ممارسة حصص رياضة تتراوح من 10 إلى 40 دقيقة تؤدي إلى زيادة التركيز الذهني والانتباه وأن نزهة سريعة من المشي لها فوائد كبيرة على التركيز والانتاجية والصحة العامة.
وفي كتاب للدكتور جون راتي أستاذ مساعد في الطب النفسي في كلية الطب يجامعة هارفرد عن تأثير ممارسة الرياضة على العقل.
أفاد راتي بأن ممارسة الرياضة وآداء التمارين تساعد على زيادة التركيز لساعتين أو 3 ساعات بعد الانتهاء منها.
احد عشر: اضحك من أجل قلب نابض:-
لا يؤثر الضحك بشكل إيجابي نفسياً فقط وإنما ترتد آثاره الإيجابية إلى الجانب الصحي نظرا لدوره في تقليص فرص الاصابة ببعض الازمات الصحية التي قد تؤدي إلى الوفاة مثل أمراض القلب.
ففي دراسة يابانية علمية حديثة تعود لعام 2016 نشرتها مجلة علم الاوبئة الصحية، حاول الباحثون دراسة واستكشاف اذا ما كانت هنالك علاقة بين معدل الضحك اليومي للفرد ومخاطر الاصابة بأمراض القلب بالأخص لدى المسنين وخلال دراستهم حللوا بيانات ما يقارب 21 ألف شخص رجالاً ونساءً تزيد أعمارهم عن 65 سنة.
وقد خلصت الدراسة إلى أن الضحك يساعد على تقليص فرص الاصابة بأمراض القلب، إذ كشفت الدراسة أن الأشخاص الذين لا يضحكون أبدا أو نادراً ما يضحكون لديهم مخاطر إصابة أكبر بأمراض القلب بنسبة 21٪ مقارنة بأولئك الذين يضحكون يوميا.
لذلك عزيزي القارئ اضحك من كل قلبك.
خاتمة:-
وبما أنك قد قرأت المقال حتى النهاية فأرغب بإضافة عادة أخرى إلى القائمة وهي أهم من كل العادات السابق ذكرها.
هذه العادة تعود عليك عزيزي القارئ بنفع عظيم لحياتك كإنسان مسلم ويشمل ذلك حياتك في الدنيا وحياتك في الآخرة، عادة تجعلك تبني حبل الصلة مع ربك في الحياة الدنيا وتجعلك تستمد النور في قلبك، هي وسيلة تطلب فيها الهداية والإعانة من الله تعالى ويأتيك المدد إن شاء الله.
لابد أنك قد عرفت ما هي هذه العادة إنها الصلاة
انشغالنا بالحياة سواء في علاقتنا بالآخرين أو لتلبية حاجات العمل أو الأسرة أو الدراسة أو غيرها، هذه الأمور تجعل كل إنسان منا يرتكب الكتير من المعاصي ويقع في المحظور من حيث يدري أو من حيث لا يدري. تخيل معي الكم الهائل من المعاصي التي تكتب في صحيفتنا والتي لا يعلمها إلا الله وتتراكم يوما بعد يوم.
هنا تأتي رحمة الله تعالى بنا وفرضه للصلاة كوسيلة تساعدنا على أن نكفر تلك الخطايا ونمحو تلك السيئات.
ومثل الصلاوات الخمس كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وعلي آله وسلم كالماء الذي يطهر الإنسان به نفسه فلا يبقى من درنه وأوساخه شيء أي تغفر بها ذنوبه وبسبب هذه المنزلة العظيمة للصلاة فلابد من آدائها في وقتها المحدد ويعد هذا من أحب الأعمال إلى الله تعالى.
ولا يجوز للمسلم الانشغال عنها بأمور الدنيا التافهة لذلك وجب علينا وضع هذه العادة على رأس أولوياتنا لهذا العام أو للعام القادم ولا ننسى أن نبينا الكريم صلى الله عليه وعلي آله وسلم قال :”وجعلت قرة عيني في الصلاة”.
كان هذا كل ما لدينا أعزائي القراء نتمنى أن تكونوا قد استفدتم من هذا المقال.