مملكة الفراشة هي مملكة الهشاشة والقوّة الصامتة… كيف يواجه العالم العربي مشكلاته ومآزقه الحادّة وحروبه الظاهرة والخفيّة التي تبدّت بقوّة في بدايات القرن الحادي والعشرين، وهو غير مهيّأ لها في ظلّ دكتاتوريات طاحنة وثورات مبهمة؟ لم تختر ماريّا المنفى نحو مدن الشمال ونسيان أرضها برغبتها، لم تغرق أختها ياما في العزلة الإفتراضيّة اشتهاء في ذلك، لم ينته أخوهما رايان في المخدّرات بإرادته.
لم يذهب والدهم زبير أو زوربا، وهو الخبير الطبّي العالمي، نحو عزلة الخوف والموت برغبته، قبل أن تسرق فيه مافيا الأدوية حياته، الأم فريجة أو فيرجينيا لم تذهب نحو عزلة الجنون والموت بين كتبها برغبتها.
لم تختر هذه العائلة النهايات التراجيديّة والمآلات القاسية، ولكنّها العزلة التي فرضتها عليها الحرب الصامتة التي أعقبت الحرب الأهليّة، حيث لا تنطفئ النيران المشتعلة ولكنّها تتخفّى تحت الرماد في إنتظار جنونها المشهود.
الكلّ يخاف من الكلّ، والكلّ يحلم بأن ينتقم من الكلّ، والكلّ يتربّص بالكلّ، عزلة ياما مع الفيسبوك وموسيقى الجاز وإنتظار عودة صديقها الإفتراضي، فاوست، ليست إلاّ تخفيّا جديداً داخل الذات المنكسرة، لكن من يدري؟ الفراشات التي لا تنكسر في فصل الموت، يكبر يقينها بالحياة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.