لم يقدم نجيب محفوظ من خلال “اللص والكلاب” شخصية إنسان عادي انحرفت به الظروف إلى السرقة، بل شخصية واحد
من ذوي العقول المريضة بالتفكير العنيف الذي يجعله يكره ويتمرد ويفكر في الانتقام دائما. وهو أيضًا لم يحترف السرقة إلا
ومعه فكرة تبرر له هذه السرقة وتفسرها تفسيرًا كاملًا.
تلعب المصادفة السيئة دورها في مأساة البطل “سعيد مهران”، حيث يحاول أن يقتل أعداءه انتقاما من خيانتهم له، فيوفق في
القتل ولكن الأعداء يفلتون منه ويصاب الأبرياء بالسوء. وهكذا يقع البطل في سوء حظ مرير لا مهرب منه، حتى تحل به
الكارثة الأخيرة دون أن يشفي روحه ودون أن يُخدش الذين صنعوا مأساته من البداية.