كتاب العقل المحاصر | تأليف البروفسور مروان دويري | مركز مسارات

عن كتاب العقل المُحاصَر:
“العقل المُحاصَر” هو عقل خاضع، على مرّ القرون، لسيطرة خَمسِ سلطات: الجغرافيا الصحراويّة، التاريخ السياسيّ، التراث الثقافيّ، نصوص الفقه، والدين والقدر. تفرض هذه السلطات الصواب الواحد على الجميع، وتجعله عقلًا قبليًّا وخاضعًا للسلطة، يتحاشى التفكير الحرّ والتجدّد خشية الإقصاء أو التخوين أو التكفير. هكذا يبقى هذا العقل عالقًا بأنماط تفكير معيقة لنهضة المجتمع العربيّ.
يتضمن الفصل الأول من الكتاب شرحًا للمنطلقات النظرية لهذا الكتاب، التي هي نظرية التحليل النفسي من جهة، والتوجه الديالكتيكي والمنظومي من جهة ثانية. الفصل الثاني يحلل كيف تطورت الثقافة الغربية الفردانية، ويقارنها مع الثقافة العربية الجماعية التي تطورت في سياق اجتماعي واقتصادي وسياسي آخر. الفصل الثالث يصف السياق الجغرافي والتاريخي والسياسي والديني الذي تطورت به الثقافة العربية، والذي يتصف بكونه نهجًا سلطويًا، يهدد بالإقصاء والتخوين والتكفير، الأمر الذي جعل الثقافة العربية تتميز بمبناها الجماعي-القبلي وبالخضوع للسلطة. أما الفصل الرابع، فيكشف ويحلل ثلاثة عشر نمطًا من أنماط التفكير السائدة في المجتمعات العربية، التي تعيق النهوض الثقافي والاجتماعي والسياسي. من الطبيعي أن تثير مواضيع الفصل الرابع بعض التحفظات، لأنها تحلل أفكارًا نمطية سائدة، ومن الطبيعي أن يتساءل القارئ أثناء قراءة هذا الفصل ما هو البديل وما هو الحل؟ لذلك، أرجو القراء أن يتريثوا إلى حين الوصول إلى الفصل الخامس الذي يعرض توجهات نظرية نحو الحلّ، ونحو مشروع وطني شامل، المبني على ضرورة تحرير العقل من الحصار، وإتاحة الحوار والجدل بين نقائض المجتمع العربي في إطار التعددية الفكرية والثقافية، وذلك بالاعتماد على نظرية التحليل النفسي والتوجه الديالكتيكي اللذين يؤكدان، كل بطريقته، أن منع التفاعل الواعي بين الطروحات والنقائض يجعل الفرد والمجتمع في حالة ركود.