رواية صوفيا | تأليف: محمد علوان

30.00

رواية صوفيا للكاتب : محمد علوان:

  • كنت أجلس بين يدي موتها، وألون أضلاعي بفنائها الأخير
  • وأصفق بشجن مزور أعمى، حتى يكتمل موتها تماماً، عندها
  • أكنس أحلامها اليابسة، وأسحقها في قعرٍ نحاسي صلب
  • وأذرها على السفح المخذول من العمر، وأمضي..
  • هكذا اتفقنا، من دون أن نتحدث، هي ملاح وافق على الموت
  • ويفتش لنفسه عن حالة تليق بموته، ولذلك أختلق أنا معها حالة حب عابرة
  • مذهولة، عمرها أيام أو أسابيع، لا فرق، المهم أن تكون حالة تامة
  • لا ينقصها شيء أبداً. إن الحياة دأبت على أن تكون ناقصة
  • وفعل النقص فطرة غالبة عليها، ولا يوجد إنسان قد تذوق حالة تامة
  • مطلقة التمام، أبداً. تتأملني بعينين وسّعهما الألم المقيم فيهما منذ أشهر
  • وأتأمل في المقابل وجهها الذي يشي بالنقاء البكر، قبل أن يفتضّه الوهن ليبقى أشلاء نقاء
  • كل الإرهاق الذي تقع عليه عيناني مبررٌ بالتعب إذاً، وهو جليٌّ لعيني أنيمي مثلي
  • مهما اتخذت من زينتها الكثيفة ما تخفي به ذلك الشحوب المتصاعد
  • وتقمع تلك الصفرة التي تنهب جلدها بدأب، وتعلنها منطقة موبوءة بالجفاف
  • مقفرة من الضوء: الآن أنا حائر ومشفق، أعقد ذراعيَّ أمامي عندما لا أدري ماذا أفعل بهما
  • أحاول أن أخلق ملامح تناسب الإطار الكئيب للصورة، هي التي لتوها أفاقات من إغمائها
  • في تلك الشقة البيروتية الواسعة، على حد الشاطئ، ذات الشرفة الكبيرة التي تستقطب باقتداء
  • كل أفق البحر”. عند مواجهة موت الأحبة يصبح الإنسان أكثر شفافية
  • وأكثر تأملاً، وأكثر مقدرة على فلسفة الأمور، وأكثر تعمّقاً في اكتناه معنى الحياة
  • شعرة فاصلة بين الحياة والموت تغدو لدى محمد حسن علوان دهراً
  • وتجربة يتناول تفاصيلها بأسلوب رائع يكشف عن مدى عمق الأخدود
  • الذي حفره داخله مرض صوفيا تلك التي عشقها
  • والتي أضحت شقتها القائمة على شاطئ بيروت ملاذ فؤاده
  • يمضي الكاتب في استدراج تأملاته الفلسفية المنسابة حيناً من تجربته الحياتية
  • وأحياناً من وحي وصفياته لصوفيا التي تعيش قصتها العاطفية معه
  • بنفس الوقت الذي تعايش فيها اللحظات الأخيرة لعمرها الآفل الذي حدد لها الأطباء حينه.

9 متوفر في المخزون

282
رواية صوفيا | تأليف: محمد علوان

9 متوفر في المخزون

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) ليقدم لك تجربة تصفح أفضل. من خلال تصفح هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.