«ليست المهمة الأولى للفيلسوف إيصالَ معرفةٍ موسوعية في الشكلِ نسقِ من التفاصيل والمفاهيم يعكس دقة نسقَ العالم، ولكن ترمي الفلسفة إلى تحويل الشخصية الفردية إلى فن العيش؛ الحياة حياة فلسفية. والعنصر الجوهري في الحياة الفلسفية ليس عنصرًا تعريفيًا، بل هو العنصرٌ المفيد؛ فالغاية من البدايات الفلسفية هي تطبيق البدايات.»
ليس الفيلسوف مَن كتب في الفلسفة، بل مَن يتَّخذها فنًّا للعيش أيضًا؛ وبعد ذلك فإن كل مَن يعيش تحت مِظلة الفلسفة يُعَد فيلسوفًا، حتى إن لم يكُن قد أنتجٌ فلسفيًا مكتوبًا؛ لقد كان الكثير من الفلاسفة القدماء لا يدوّنون إنتاجهم الفكري والفلسفي، وما وصل إلينا منهم كان من تدوين تلامذتهم. وقد اعتكف «بيير آدو» في هذا الكتاب على دراسة النصوص الأصلية الفلاسفة ومذاهبهم الفلسفية — خاصة المذهب الأفلاطوني والرُّواقي والأبيقوري — التي تعهدت بحق العيش في كنَف الفلسفة، والتي يمكِن من الوصول إلى أهم الأفكار والرُّؤى حول قيمة الحياة، وفضلهم طبيعة الوجود، واعتراف مكانة الذات الإنسانية، والنظر إلى الأشياء من كوني.
المراجعات
Clear filtersلا توجد مراجعات بعد.