يُدخل يده الصغيرة إلى جيب منامته ويخرج سنته التي سقطت منه اليوم.
يخبرني بحزم أنه يجب أن يضعها أسفل وسادته حتى تأتي جنية الأسنان لتبدل بها نقودًا.ثق أبتسم. أيام كنت طفلة لم تكن هناك جنيات ولا ساحرات، كنا نقف أمام النافذة المفتوحة لنغني: «خُدي سنة الجاموسة، وهاتي سنة العروسة» ….يستيقظ اليوم التالي ليجد سنته وقد اختفت وظهر مكانها نقود. يخبرني أن الجنية قد أتته حقا أثناء نومه لتسأله ماذا يريد، فأخبرها أنه يريد إبرة كروشيه زرقاء.
الشخصيات في هذا الكتاب غير تقليدية تغوص في فكرة الفقد والبحث عن الذات ودائرية الحياة والعودة بعضهم يقفون على الحافة وآخرون يعودون من الموت. سيجد القارئ نفسه يُشاهد حياة شخص يتحول إلى آخر عاش قبل مئات السنين، أو شخوص تلتقي بذاتها في آخر الرحلة. سيرى ماري انطوانيت تطل عليه من شرفة قصرها وسيجد نفسه داخل فندق يعود بالزمن إلى الوراء أو شاهد على أتوبيس يختفي في الضباب. بعض الشخصيات تحاول التآلف مع محيطها والبعض الآخر تحاول الهرب منه.
تشكل المؤلفة كل قصة عبر فسيفساء من التفاصيل، هذه التفاصيل الصغيرة الممتعة هي التي تقود القارئ ليبني بنفسه عالم القصة. وما بين الوحدة والضجر وعبثية القدر تتفتح في ذهن القارئ تساؤلات نحو آفاق واسعة للتأويل.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.