لقد شغلت النفس الإنسانية الفلاسفة من بواعث شتى، رأى الكثير منهم أن للإنسان طبيعتين وجوديتين، هما النفس اللامادية والجسد المادي، بينما جزم فلاسفة آخرون بأنه ليس هناك إلا المادة أو الجسد،. لكن، هل من الصواب تناول البحث في هذا الإطار؟ النموذج الاختزالي مقابل النموذج الثنائي؟ أم أن هناك إطار أفضل؟
نحن نرى أننا أمام نموذجان مختلفان للإنسان، الأول: الإنسان كشخص ابن طبيعة تاريخية وثقافية معينة موروثة قابلة للتعديل التدريجي، لكن لا تقبل الانبثاق داروينيا من حيوان أدنى، وأن هذه الطبيعة تسوّغ له أن يسلك سلوكا معينا. الثاني: الإنسان كآلة أو كحاسوب، أي سلسة محددة من العمليات العصبية أو الدماغية، بحيث أن سلوكه يفسَّر بسهولة كنتيجة لتلك العمليات. والفارق كبير للغاية بين النموذجين. وأكثر الإشكالات المعاصرة على حرية الإرادة والأخلاق بل والأديان يعود إلى تفضيل العقلية المعاصرة للنموذج الثاني. وهدف هذا الكتاب هو إثبات وصفي للنموذج الأول، ودحض للنموذج الثاني.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.