كتاب العودة إلى الإيمان | تأليف : هيثم طلعت | إصدار مركز البراهين
₪40.00
إن كنز الإنسان يوجد داخله، وخارج ذاته؛ في العالم المادي لن يجد إلا ما هو مادي. لن يجد إلا غذاء جسده، أمَّا غذاء روحه فليس من هذا العالم، ولن يصبح الإنسانُ إنسانًا ولن يؤسس لقيمته ومبادئه وأخلاقياته إلَّا بالعودة إلى الإيمان.
لماذا؟ ما الأسباب؟ ما الأدلة؟ ما الحجج؟
كل هذا وأكثر أضعه بين يديكم في هذا الكتاب، والذي نبدأه بعرض مختصر لـ(طريق الهاوية)، عسى أحدًا ينتبه أن لا تزِلَّ قدمُه. نتبعه بعد ذلك بـ(ماذا يقول الملحدون؟!)، وفيه استعراض لأشهر الأقوال المنتشرة بينهم مع الرد عليها. ثم أخيرًا طريق العودة، العودة إلى الإيمان.
“لأنَّهُ من المحال أنْ نعيشَ بلا مغزى، ولأنَّك إنْ فقدت القيمةَ فقد فقدتَ كلَّ شيء، ولأنَّ تلك اللحظة التي تشعر فيها أنَّ حياتك بلا معنى هي نفسُها التي تتمنى فيها أنْ يواريك التراب. لأنَّنا لسنا أبناءَ هذا العالم الخُلص، إذ لو كنَّا كذلك لما شعرنا بالمعاناة ولا الاغتراب ولا كان لهذه الكلمات معنى. لو كنّا أبناءَ هذا العالم لما بدا فيه شيءٌ نجس أو طاهر. إنَّ وجودنا يستمد معناه من عالم آخر، إنَّنا دخلنا هذا العالم برأس مالٍ قيميّ معرفيّ أخلاقيٍّ مبدئي هائل، وليس في هذا العالم ما يبرر شيئًا من ذلك. أذكر تلك القصة القديمة لذلك الرحاللة الذي رأى رؤيا أنَّه سيجد كنزًا عظيمًا يومًا ما تحت الأرض، وظلّ الرجل يجوب البلاد ويقطع الوديان ويخرق الفجاج باحثًا عن كنزه، وبعد أن أمضى السنوات عابثًا في سعيه، أرهقته الأيام وعاد إلى بيته منكسرًا مهمومًا حزينًا، يصارع العبثية والشؤم والحسرة، والضياع واللامعنى واللاغاية، وبينما هو كذلك إذ سقط القدح من يده على الأرض فأحدث رنًة عظيمة، فحفر بيده ليجد كنوزًا من ذهب لا أول لها في قعر بيته. إن كنز الإنسان يوجد داخل ذاته، أما خارج ذاته، في العالم المادي، لن يجد إلا ما هو مادي، لن يجد إلا غذاء جسده، أمَّا غذاء روحه فليس من هذا العالم، ولن يصبح الإنسانُ إنسانًا ولن يؤسس لقيمته ومبادئه وأخلاقياته إلا بالعودة إلى الإيمان.”
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.