أضع بين يديك، أيها القارئ الكريم، كتابي هذا، وقد سميته: الفصل في تاريخ القدس. وقد تحدثت فيه عن أخبار هذه المدينة، من اليوم الذي بناها فيه اليبوسيون إلى يومنا هذا. وسوف تقرأ في هذا الكتاب ما ذكرتُه آنفاً. ولكن يعنُ ليّ النظر في صفحاته، فلا أجد مناصاً من التسليم – كما سلمت أنا من قبل – بأن القدس ليست مدينة تاريخية قديمة فحسب، بل إنها من أقدم المدن التي عرفها التاريخ.
تاريخ القدس يا قارئي الكريم، هذا الكتاب بما يرضيك، وقد تجد فيه ما لا يسرك، وقد تقرأ فيه تبيانات أحياناً حتى في السطر والليل، ولا سيما عندما ترى أنني أسهبت في وصف نواحي من الحياة المقدسية، فراجياً إليك ألا تستعر في الحكم. خذ منه جيده ما صفا لك، واترك لغيرك ما لا يستسيغه ذوقك.
تذكر أن ما لا يروق في نظرك، قد يروق لغيرك. وكما أن ما تعتبره اليوم من المسائل الاجتماعية الباهتة، قد يسخر به الأجيال القادمة، فإن ما لا يعجبك اليوم قد يعجب به أبناء الغد، عندما يقلبون صفحات التاريخ، ليفاضلوا بين يومهم وأمسهم.
المراجعات
Clear filtersلا توجد مراجعات بعد.