لميشيل ويلبيك رأي حول البطء/السرعة في إنهاء الروايات. يقول أنه يشعر بالإطراء حين يقول قارئ له بأنه أنهى الرواية في جلسة واحدة. هل بإمكاني الادعاء بأن شيئًا كهذا (إنهاء الروايات في جلسة واحدة) لا يمكن أن يحدث مع روايات أورهان باموق؟ هذه الرواية على الأقل؟. أظن، خلاف ما قاله ويلبيك، أنّ أحد متع القراءة لباموق هو إطالة وقت القراءة، والدخول إلى عالم الرواية ببطء شديد حتّى يتشرّب الواحد أجواء العمل.
أورهان باموق، والرأي هنا بحاجة لتدقيق أكبر، يميل إلى إبراز صنعته للقارئ، هو يجهد في الكتابة ولا ينوي أن يتوارى عن ذهن القارئ. حضور الكاتب، المتمثّل هنا في استخدام الراوي الذي لا يكتفي بكونه عليمًا، بل يشير إلى ذاته علنًا “من أجل فهم القصة سأذكّر قرائي بين حين وآخر بخصوصيتي مولود الأساسيتين… – ص21” – لعلّه في هذه الرواية جهد في أن لا يكون حضورًا فاعلًا ومغيرًا في مجرى الأحداث كما في ثلج مثلًا – وتطلّبه أحيانًا كما في بداية الجزء الخامس “لأن القصة وصلت إلى النقطة ذاتها، أقترح على قرائي إعادة قراءة الفصل الثاني -ص443″، يجعل المحتوى زخمًا، أقول زخمًا لا ثقيلًا لأن الكاتب فطن إلى هذا فأدخل أصواتًا عديدة تروي بصوتها الخاص (ضمير المتكلم) جزءًا من الحكاية (دون إمكان اعتباره يستخدم “تعدد الرواة”، فالأصوات تسهم في تقدم السرد لا جعله دائريًا).
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.