وماذا بعد؟ طوبى للعنة تؤكّد أنّي ما زلت إنسانة!؛ مجرّد لحظة ألم من إمرأة ورقيّة معلّقة في شجرة الجنّة، لم يعد شيء يهمّها بعدما قبلتْ بكلّ الخسارات، تريد فقط أن تنزل إلى هذه الأرض لإستعادة صراخها، وحواسّها الضائعة، من سطوة اللعنة، ومن سلطان الكاتب نفسه.
وتُقْسم هذه المرّة أنّها لن تحاسب إبليس على سحره، بل ستتواطأ معه؛ وتجلس بصحبته تحت شجرة الغواية، وتطلب منه أن يأخذها من يدها اليمنى برفق العشّاق، ويقطفّ لها تفّاحة الخطيئة بيديه المرتعشتين، ويضعها في فمها قطعةً قطعةً، مثقلةً بنبيذ الشهوة. لقد أدركتْ، متأخّرةً قليلاً، أنّ دنيا واحدة عاشتها لم تكن كافيةً لإشباع جوعها الأبديّ للنور ونهمها للحياة”.