أجواء نيويوركيّة كاملة في مطلع الرواية، تأخذك بعيداً إلى تفاصيل دقيقة من نمط الحياة الأمريكية، بكل جوانبها الثقافية والبيئية… الأمطار، السماء الملبّدة بالغيوم، وحتى طريقة التعبيرات التي تشعر أنها تماهت تماماً مع طبيعة الحياة الامريكية.
وبأسلوب قصصي متسلسل مكتوب بعناية، ومع الغوص التدريجي في أحداث الرواية، تجد نفسك بين أحداث رواية ثلاثية الأبعاد، لثلاثة أشخاص: بلال الصغير… وأمجد المتشكك… ولاتيشا المكلومة…
كل منهم يرصد الوجود وفقاً لأفكاره ولطريقة حياته ولفهمه وآلامه ومشاكله، بطريقة شديدة العمق في التحليل، تعبّر عن القارئ بالضبط…
ثم يأتي، العمود الفقري للرواية، الصحابي بلال الحبشي…
وهنا فقط، مع توغّلي أكثر في احداث الرواية، أدركت تماماً تفرّد الطرح الذي انا بصدده، ليس فقط من باب المعالجة. وإنما أيضاً من الدقة في اختيار النموذج المعياري الذي يُرجع إليه بشكل مستمر طوال أحداث الرواية…
أن تتأثر بقصة بلال بن رباح شيء ولكن أن تتغير حياتك كلها بسبب ذلك شيء آخر تماما….
وأن يحدث ذلك في مجتمع عربي مسلم شيء ولكن أن يحدث في نيويورك؟
رغم غرابته فهذا ما حدث …. قصة بلال بن رباح تغير مسار حياة أشخاص يعيشون في نيويورك حياة بعيدة تماما عن أي تغيير وبالذات يأتي من قصة رجل مات قبل أكثر من ألف عام لكن … ذات يوم يصل إيميل لأحدهم ويغير كل شيء
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.