يستخدم المؤلف شخصية حسيسن في رواية حارسة الظلال ، المستشار الثقافي بوزارة الثقافة بطلا لروايته، فالرواية تمر كلها بصوت الراوي حسيسن المنكسر، حسيسن الذي سقط من منصب مستشار ثقافي إلى طريد بتروا لسانه وذكره، بعد اتهامه ظلما بتخريب الثقافة الوطنية والعمالة للغرب.
استعمل واسيني الأعرج قناعا ذكيا لإحدى شخصياته، سبك القناع بطريقة فنية إلى حد زرعه في لحم الوجه مثل فيلم (face of) كيف حدث ذلك؟
دون كيشوت ، الشخصية الروائية التي صنعها سيرفانتيس (عراب الرواية الأوروبية) عادت مرة أخرى ولكن هذه المرة بشكل حقيقي، وممن؟
من حفيد الجد سيرفانتيس، ما هذه الصدفة العجيبة؟
لقد سوقها لنا واسيني الأعرج بشكل معقول، فالشاب فاسكيس هو صحفي مجتهد وقدم إلى إلى الجزائر يتبع خطوات جده الأول ميغل سيرفانتيس ليجمع آثاره ويكتب عنه سيرة موثقة، حيث أنه قضى من عمره خمس سنين سجينا بالجزائر.
وتتشابه الشخصيتان الدونكشيتيان في الفشل والبساطة وسوء الحظ.
من هو دون كيشوت هنا؟ هو رمز لكل غربي مثقف مسالم يفشل الجزائربون في مد يد السلام والتسامح له كما يريد أن يقول واسيني الأعرج في حارسة الظلال .
وذلك عبر سلسلة من الأحداث المتطرفة والتعامل الهمجي من قبل الحكومة وأصحاب القرار في الجزائر تجاه ذا الصحفي السائح.
رواية حارسة الظلال لو فرغناها من الشأن الجزائري لتحولت إلى رواية متوسطة المستوى، لكنها تصبح أكثر من ذلك بقبساتها الفكرية والثقافية المضيئة في الشان الجزائري الإسلامي/الأوروبي، ولذا طار بها الفرنسيون أكثر من غيرهم.
لم تسلم حارسة الظلال كغيرها من التجارب الأدبية المغاربية من حدة اللغة في بعض المواطن، وظني أن هذه الحدة نابعة من الحدة الطبيعية في الإنسان الجزائري ومعظم المغاربيين، تلك الحدة التي تظهر جليا في روايات محمود شكري وغيره.
في رأيي أن حارسة الظلال رواية مفيدة لكشف بعض ملامح المجتمع الجزائري وسلوكياته السياسية الداخلية، وهي تضمينات ثمينة تندر في أدبنا العربي الحذر.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.