رواية طيور الرغبة | تأليف: محمد الحجيري

35.00

رواية طيور الرغبة للكاتب : محمد الحجيري:

  • مرّت أسابيع على إصابة أبـي بالألزهايمر، وأصبحت عرضة لتوتر الأعصاب أكثر مما كنت في السابق
  • التوتر يمزق أفكاري، أشرد لساعات خلال جلوسي بمفردي، أضع يدي على خدي وأذهب في تأمل بعيد
  • كنت أحتاج إلى مقاطع قليلة لأنهي روايتي الأولى حين سمعت أزيز الرصاص ودويّ القذائف في منطقة الحمرا
  • – رأس بيروت في ذلك اليوم من أيار 2008. رصاصات قليلة كانت كافية لأنسف الرواية التي بدأت بكتابتها منذ سنوات
  • إن اللحظات اللاواقعية التي تشكلت من الحرب ومن تخلخل ذاكرة أبـي، قلبت الأمور رأساً على عقب
  • وما كتبته أصبح مثل جثة متحلّلة كحياتي نفسها. صرت أمام سلسلة انكسارات واحتلالات
  • لا أقدر على تخطيها أو هزيمتها. الرواية ليست جثة لكن الكلمات والعبارات تتحلّل
  • والمعاني تقتل بالحبر أيضاً. اكتشفت في لحظة أن ما أكتبه غير قابل للحياة
  • وأن الحرب أطلقت رصاصة الرحمة على نصّي الطويل الذي بقيت لسنوات أدوّنه وانتظر بشغف أن يرى النور
  • قلت ماذا تعني الذكريات حين يصاب أبـي بالألزهايمر، هل تبقى للأشياء معانيها؟!
  • ماتت الرواية في ذلك اليوم، ربما لأن الحرب قادرة على تغيير المزاج وقتل الأفكار
  • جلست طوال ليلة الحرب في منـزلي الصغير، قبالة التلفزيون الصغير، لم أكن أسمع الأخبار
  • كنت أشاهد الكليبات المصورة وأسمع أزيز الرصاص، أتخيّل المسلحين يخلعون باب شقتي في لحظة
  • ربما يضعون كيس الخيش في رأسي ويلجأون إلى تعذيبـي والتنكيل بـي، أو يثقبون جسمي بالرصاص
  • ويلقون بجثتي قرب مستوعب سوكلين. الأجساد المهشمة في الحرب تتشابه في التشوّهات
  • هذا هو صوت المنطق. ماتت روايتي قبل أن تولد، وأنا أفكر في قول خورخي لويس بورخيس
  • إن مشكلة الكتّاب الشباب أنهم يفكرون وهم يكتبون في النجاح والفشل، في حين لم يفكر بورخيس في بداياته
  • إلا بالكتابة لنفسه: “في البداية كنت أكتب لنفسي ولكن منذ أن تحولت الكتابة مهنة أصبت بمائة وسواس”.

49 متوفر في المخزون

رمز المنتج: 3101528 التصنيفات: , الوسم:
313
رواية طيور الرغبة | تأليف: محمد الحجيري

49 متوفر في المخزون

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) ليقدم لك تجربة تصفح أفضل. من خلال تصفح هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.