أن تكون مغربياً، فأنتَ الأبعد غرباً، الحاملُ في وجدانكَ أثراً من جينات موروثة عن أسلاف وصلوا إلى هنا، بعضهم مرّ، وآخرون مكثوا .. ابتنوا لهم بيوتاً، تتابعوا حتّى صارت البيوت المفردة حَيّاً، يُنسَب إليهم، هو (حَيّ المغاربة(.
ظلّ الأمر على هذه الحال، إلى أن وصل الغرباء زرقُ العيون وسودُها، مُدجَّجين بالبنادق والأكاذيب والنصوص المقدّسة بالتأويل، فهدموا الحَيّ ..
جيناتكَ الآن في مواجهة بنادقهم ونصوصهم، وروايتكَ متسلّلة خلف خطوط روايتهم .. يسافر فيكَ المكان، يستغرقكَ الوقت، ويسحبكَ المشهد إلى داخله، والموقف إلى فكرته، فتجد نفسكَ تتعلّم، تتعلّم كيف تفكّر، وكيف تفهم بعض المعنى الذي يكون في المعنى كله، حين تفكّر في فلسطين وأنتَ فيها.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.