أبصر القرن التاسع عشر النور إبان عقود الإنفجارات التي غيرت مراراً وكلياً وجه أوروبا كلها. تغير شيء ما جوهري في وجود الإنسان حينئذ، وباستمرار، أصبح التاريخ تجربة كل شخص، وبدأ الإنسان يفهم أنه لن يموت في العالم ذاته الذي ولد فيه، وأخذت ساعة التاريخ الحائطية تعلن الوقت بصوت مرتفع، في كل مكان، حتى داخل الروايات التي احتسب زمنها على الفور وتحدد.
ندخل في عصر الوصف: باريس بلزاك لا تشبه لندن فيلدينغ: لساحاتها أسماء ولمنازلها ألوام ولشوارعها روائح وضجيج، إنها باريس في لحظة معينة، باريس كما لم تكن من قبل وكما لن تكون فيما بعد أبداً.
أضيئت كوكبة نجوم جديدة في سماء الرواية التي دخلت قرنها العظيم، قرن شعبيتها وسلطتها، حينئذ ترسخت “فكرة ماهية الرواية، وسيطرت على فن الرواية حتى فلوبير، حتى تولستوي، حتى بروست، وستحجب بنصف نسيان روايات القرن السابق، وستجعل من الصعب تغيير مستقبل الرواية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.