الرواية الأولى للكاتب السوري فادي عزام. تحيل مباشرة إلى تلك الغبطة الشهية للقراءة، بقدرتها الفنية الفذة، وبنيتها السردية المتقنة، وجمالها الآسر. نحن أمام عمل روائي يعد بالكثير.
يلتقي رافي عزمي وهو معد أفلام وثائقية بسيدة غامضة «عزة توفيق» في باريس. تعمل بروفيسورة فيزياء في السوربون. تخبره انها عاشت حياة سابقة، وانها كانت تعيش في بلدته سرمدة قبل ولادته، وتقوم بأخباره حكاية مثيرة حول مقتلها بداعي الشرف من قبل أخوتها. وإنها لا تزال تتذكر حياتها السابقة وما حصل لها. ويتقاطع ما روته له فعلا مع مواصفات بلدته، واماكنها وتفاصيل لا يمكن ان يعرفها إلا لمن عاش فيها.
يحمل الشاب الحكاية ويعود لبلدته، ليكتشف عالما كاملا كان غائبا عنه، وتقوده الحكاية للبحث في دواخل المكان واكتشاف أسراره وغرائزه وجماله وتعايشه، يختلط فيها القص الشعبي بالروي الروائي، ببناء درامي وهندسي متكامل.
تتشابك العوالم الغنية الثرية للشخصيات، من خلال تقاطع تاريخها مع نزقها، أحلامها مع هواجسها، باطنيتها مع الكشف الدائم لأسرارها لتشكل لنا عالما روائيا مشبعا بالحواس والألوان والفرادة.
لغة الرواية
سرمدة مكتوبة بلغة تقرب من الشاعرية، تنحو مع الشعر ولا تتورط فيه. فدائما ما تعود الحكاية لتمسك زمام الروي. لتبعده عن الوقوع في فخ اللغة وشهوة المضي وراء غواية الشعر.
الرواية كتبت في نهاية العام الماضي، يتخللها مقاطع مملوءة بالنبوءة الروائية حول ما يحدث اليوم في سوريا
تقتفي الرواية الأسطورة او الخرافة المحلية في جبل حوران وتتجرد منها. تجمع المتناقضين ببوتقة واحدة العجائبي والواقعي ويتوه بينهما الحد الفاصل بين ما السرد الشفوي والمنطق السردي.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.