العمل الأول لدوستويفسكي،هي الرواية التي جعلته على الفور اسماً مشهوراً ودفعت به فجأة إلى واجهة المشهد اﻷدبي الروسي.
رواية الفقراء | تأليف: دوستويفسيكي | المركز الثقافي العربي للنشر
₪25.00
رواية الفقراء للكاتب : دوستويفسيكي , المركز الثقافي العربي للنشر:
العمل الأول لدوستويفسكي،هي الرواية التي جعلته على الفور اسماً مشهوراً ودفعت به فجأة إلى واجهة المشهد اﻷدبي الروسي.
وقد قال بيلينسكي، الناقد الروسي الشهير الذي يهابه الكتّاب، عن دوستويفسكي بعدما قرأ مخطوطة هذه الرواية: “هل تستوعب حقّاً أيها الشاب، كل تلك الحقيقة التي كتبتَ عنها؟ ﻻ، أنت لن تقوى على إدراك ذلك وأنت في العشرين من عمرك. إنما اﻹلهام الفني، تلك الموهبة المستمدَّة من اﻷعالي، هي التي ألهمتكَ، فاحترم فيك هذه الموهبة. ستصبح كاتباً كبيراً”.ا
- كتب دوستيوفسكي هذه الرواية عند عودته من السجن في المنفى فيمكن القول
- أنها جسر بين ما أنتجه من قصص في أيام الشباب وبين الأعمال الكبيرة التي كتبها من سن النضج
- وقد ا ستقبل النقاد هذه الرواية الحافلة الصاخبة، استقلوها عند ظهورها استقبالاً متفاوتاً أشد التفاوت
- فمنهم من تحمس لها أكبر الحماسة، ومنهم ظلمها أكبر الظلم، وكان دوستيوفسكي نفسه بين الذين ظلموها
- “أنا أعلم حق العلم أن في كتابي هذا دمى كثيرة ليست كائنات إنسانية” وأضاف:
- “لم أدرك هذا طبعاً حين كنت في حمى العمل السريع ولم أكد أشعر به”
- ويردد دوستيوفسكي ما قاله بعض النقاد في حق هذه الرواية من أنها بعيدة عن الواقع
- ومن أنها مفككة بعض التفكك، فها وذا يقول في الاعتذار عن ذلك
- أنه كتبها في ظروف خاصة فرضت عليه أن يسرع في الكتابة ما أمكن الإسراع
- لأن المجلة الناشئة التي شرع في إصدارها أخوه، وهي مجلة “الزمان”
- كانت في حاجة إلى رواية تنشر في إعدادها المتسلسلة تباعاً، فلم يتسع وقته لبناء روايته البناء المحكم
- ولا لصقلها الصقل الفني الذي يرضى عنه. وعندنا أن دوستيوفسكي
- قد ظلم نفسه حين اعترف للظالمين من نقاده ببعض ما عابوه على روايته
- فالرواية ليست مفككة إلا في نظر من يقرؤها قراءة عجلى
- فيتيه في سراديبها دون أن يلاحظ ارتباط أجزائها بعضها ببعض ارتباطاً وثيقاً
- ويصرفه الغوص في أعماق النفس الإنسانية عن رؤية الجمال الشعري في صياغتها نفسها
- وكان دوستيوفسكي يدرك حتماً أنه يظلم نفسه حين يعترف لنقاده الظالمين بما أخذوه على الرواية
- سواء أكان ذلك من قبيل المجاراة لهم والتقرب منهم أم كان من قبيل الشعور بأن عبقريته قادرة على
- ما هو خير من ذلك انسجاماً وشاعرية، فها هوذا يستدرك قائلاً:
- “ولكن إليكم ما كنت أعرفه حين شرعت في كتابتها: “1-أن روايتي هذه ستشتمل على شعر ولو لم تنجح،
- 2-وأنها ستشتمل على فصول تفيض حرارة وقوة،
- 3-وأنها ستشتمل على وصف صادق وفني لشخصيتين حيتين إلى أبعد الحدود.
- وكانت هذه الثقة تكيفيني. وقد خرجت الرواية غريبة بعض الغرابة
- غير أن فيها قرابة خمسين صفحة أعتز بها”. والحق أن دوستيوفسكي
- حتى في دفاعه هذا عن كتابه، كان خجولاً متهيباً متردداً
- فالشخصيات التي يصورها في هذه الرواية حية أصيلة صادقة كلها
- والخيط الذي ينظم أجزاء الرواية بعضها ببعض يربط هذا الأجزاء ربطاً محكماً قوياً
- والشعر يترقرق في الرواية من أولها إلى آخرها
- ولا شك أن دوستيوفسكي كان حين استسلامه للإلهام الخصب
- والوحي المتدفق أثناء كتابة الرواية أصدق نظرة وأصدق حكماً منه حين نظر إلى الرواية ناقداً بعد ذلك
- أية شخصية في هذه الرواية يمكن أن توصف بأنها غير واقعية؟
- إن جميع الشخصيات التي يصورها واقعية مستمدة من الحياة، لا من الحياة المرضية غير الطبيعية فحسب
- بل من الحياة السوية السليمة أيضاً
- أن شخوص هذه الرواية الذين
- قد يتراءى النظرة السطحية الأولى أنهم مرضى، ليسوا بمرضى في الواقع
غير متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.