رواية شبابيك الجيران | تأليف عبد الغني سلامة | دار الشروق للنشر والتوزيع

45.00

أغرتني شمسُ الضحى، وهذا الجو الخريفي الساحر، فقررتُ الخروج من مكتبي، بنيّة شراء ساندويتش فلافل، وفي طريقي وقبالة مدخل مجلس الوزراء استوقفتني سيدة خمسينية أنيقة، لاقتني بابتسامة عريضة.. أهلا أستاذ.. كيفك.. قلت لها: الحمد لله بخير.. قالت: إنها مصادفة جميلة أن ألتقيك، ومن المؤكد أنّ الله استجاب لدعواتي… قلت لها: شكرا شكرا.. وقد احمر وجهي خجلا وبدا علي الارتباك.. فقالت والفرحة تقفز بين عينيها: أحلى ما فيك التواضع.. وهنا زاد ارتباكي، فقلت في نفسي: من هذه المرأة؟ وماذا تريد؟ لا يبدو عليها أنها مخادعة.. قالت: هل تذكر أيام حرب بيروت؟ قلت بثقة: ومن ينسى تلك الحرب اللعينة! فردت بسرعة: نحن خرجنا مع أول سفينة، ولم أسمع عنكم منذ ذلك الحين.. فعرفتُ على الفور أنها شبّهت عليّ، فأردت أن أوضح لها أنني لم أخض أي حرب، ولم أدخل لبنان أصلا.. وأنني لا أعرفها.. لكنها كانت تتكلم بسرعة واندفاع، وكأنها تريد قول كل شيء قبل أن أغادر.. فأكملتْ: لمحتكَ يوم أمس خارجا من مكتب الرئيس، لكنك وبالتأكيد لكثرة مشاغلك لم ترني.. فتبعتك، لكنك سرعان ما صعدتَ في سيارتك مع الموكب.. حينها فرحتُ جدا برؤيتك، وتفاءلت بأن مشكلتي ستُحل قريبا.. وها أنذا ألتقيك في الشارع، وأنت تمشي وحدك بدون حراسة (قالتها بتعجب).. ثم أضافت ووجهها يفيض بالبشر: ألم أقل لك إن الله استجاب لدعواتي؟

التصنيفات: ,
203
رواية شبابيك الجيران | تأليف عبد الغني سلامة | دار الشروق للنشر والتوزيع
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) ليقدم لك تجربة تصفح أفضل. من خلال تصفح هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.