“مِسكُ الكفايّة” أو سيرة سيِّدة الظلال الحُرَة هو الإصدار الأدبي الثالث للروائي والشاعر الفلسطيني الأسير باسم خندقجي وهذا العنوان الممانع يبدو عصياً على القراءة، للوهلة الأولى، غير أننا ما أن نبدأ بالقراءة حتى ندرك أن الرواية تتحدث عن رحلة السبي التي تعرضت لها “المقاء بنت عطاء بن سبأ” التي سيصبح اسمها (الخيزران)، بعد دخولها قصر المهدي، ابن الخليفة أبي جعفر المنصور، وليصبح أبناؤها من المهدي بعد فترة قادة الدولة وخلفائها، ولتصبح هي أم موسى الهادي وهارون الرشيد.
وهكذا أصبحت سيدة الظلال الحرة أماً لأشهر خلفاء الدولة العباسية “هارون الرشيد” وليكون لها دوراً تاريخياً مهماً في تاريخ الدولة العباسية وحياة زوجها المهدي وحياة أبنائها… وهو ما سيكشف عنه السرد وبتقنيات فنية عالية المستوى أفاد مؤلفها من التاريخ وعرف كيف يوظفه توظيفاً فنياً في الرواية، لا بل عرف كيف يحافظ على التوازن المطلوب بين المادة التاريخية وإعادة تصنيعها روائياً؛ وكل ذلك يأتي في إحالة واضحة إلى مأثور السرد العربي سواء في الشكل أو المضمون؛ وبهذا المعنى فقد أضاف باسم خندقجي إلى المكتبة الروائية العربية تحفة أدبية تستحق اهتمام الناقد والمؤرخ والقارئ على السواء.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.